(7): "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها أن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً."
نار المحبة المقدسة هذه تحرق كل خطية داخلها ومياه= بحر هذا العالم لا تطفئها. وكل ثروة هي ترفضها إن كانت بديلاً عن المحبة. هكذا رفض المسيح كل أمجاد العالم، وهكذا كل نفس أحبت المسيح تحتقر كل ثروات العالم لأنها تحبه ولا تعوضها ثروات العالم عن محبته. ودعوة المسيح لكل نفس "يا ابني اعطني قلبك" فهو لا يريد المال ولا أي شئ إن لم يسبق الحب كل شئ. فلو أعطت الزوجة لزوجها كل شئ حتى جسدها لكن بدون محبة لما فرح الزوج. والرجل الذي يتزوج بامرأة لأجل مالها يُحْتَقَرْ. المسيح يطلب الحب المتبادل.
آية (
: "لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب."
لنا أخت صغيرة= قد يكون هذا قول كنيسة العهد القديم إذ انشغلت بالأمم الوثنيين غير المؤمنين. وقد يكون هذا قول كل نفس أحبت المسيح وتذوقت حلاوة الحب إذ انشغلت بكل من لم يتذوق النعمة وليس له ثمر روحي بعد. ليس لها ثديان= ليس للأمم الوثنية ناموس ولا توراة، ليس لهم عهد جديد أو عهد قديم، ليس لهم كلمة الله ولا رؤيا إلهية وهكذا كل نفس لم تتذوق لذة الكتاب المقدس. فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب= أي إذا جاء المسيح ليخطبها كيف ستتعرف عليه. فالأخت الكبرى تسند وتصلي للأخت الصغرى التي لم تكتشف الحق الإنجيلي بعد ولم تتعرف على المسيح عريسها.
آية (9): "أن تكن سوراً فنبني عليها برج فضة وأن تكن باباً فنحصرها بألواح أرز."
هذه إجابة العريس المطمئنة، ومعنى ما قيل هنا لو بدأت النفس تستجيب لعمل الله، وظهرت أي بادرة استجابة واقتنعت النفس بالجهاد لإنسكبت نعمة الله بشكل لا يمكن تصوره وساندها الله بعمل إيجابي.
إن تكن سوراً= إن بدأت كلمة الله تحصرها وبدأت تستجيب للوصايا وتنفصل عن خطايا العالم. نبني عليها برج فضة= الفضة تشير لكلمة الله، أي ستتحول هذه النفس لكارزة بشهادتها بكلمة الله في العلن. وإن تكن باباً= بعد الخطوة الأولى صارت باباً يدخل منه المؤمنون لحب المسيح أو غير المؤمنين للإيمان، لقد شاهد الآخرين فيها تحولاً فسألوها عن سبب الرجاء الذي فيها وصارت معبراً يعبر الآخرون بواسطتها للمسيح فنحصرها بألواح أرز= بعدما صارت باباً سيهاجمها العدو ويحاربها ولكن الله سيسيج حولها بألواح أرز. وهناك تأمل آخر أن غير المؤمنين نوعان:
1. يقاوم عمل الله كسور، وهذا نبني عليه برج فضة لنهزمه بكلمة الله.
2. مندمج في العالم يدخل منه كل فكر خاطئ كباب، وهذا نحصره بقوة المسيح التي تطرد إبليس عنه، نحصره بألواح أرز لحمايته.
آية (10): "أنا سور وثدياي كبرجين حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة."
الكنيسة هنا ترد على عريسها قائلة أنا أعلم أن هذا في استطاعتك فقد اعطيتني أن أكون سور أحمي أولادي داخلي. وثدياي كبرجين= الكتاب المقدس بعهديه ترضع بهما أولادها لتحميهما. والكنيسة التي تطعم أولادها وتحميهم كسور تكون كواجدة سلامة= هي تحيا في سلام وتنشر السلام وسط من حولها.
آية (11): "كان لسليمان كرم في بعل هامون دفع الكرم إلى نواطير كل واحد يؤدي عن ثمره ألفاً من الفضة."
كان لسليمان كرم في بعل هامون= بعل هامون= زوج شعب كثير. ولذلك تترجم الآية "كان كرم لسليمان كرب جمهور". فالمسيح صار عريس كنيسته. وهو أعطى الكرم لخدام= نواطير= هو لم يبعه لهم بل سلمهم كرمه ليحرسوه ويقدموا له الثمار في أوقاتها. ولكنه مازال كرمه. وعلى الخدام أن يقدموا له ألفاً من الفضة= 1000يشير للسماويات. إذاً الثمر الذي يطلبه الله من خدامه أن يقدموا له ثماراً لعملهم هو نفوس صارت نفوساً سماوية.
آية (12): "كرمي الذي لي هو أمامي الألف لك يا سليمان ومئتان لنواطير الثمر."
كرمي الذي لي هو أمامي= هو مازال صاحب الكرم وعينه مازالت عليه. ونصيب الرب النفوس السماوية. ونصيب الخدام 200= 100+100 (كل من ترك أباً أو .. يأخذ 100ضعف) فهذا نصيب كل من يتعب للرب ويترك من أجله، و200 (لخدام العهد القديم وخدام العهد الجديد).
آية (13): "أيتها الجالسة في الجنات الأصحاب يسمعون صوتك فأسمعيني."
حب العروس لم يعد خفياً ولا مكتوماً. والأصحاب السمائيين صاروا يفرحون بصوت تسبحتها والأرضيين يفرحون بصوت كرازتها. فهو يفرح بصوتها والأصحاب يفرحون أيضاً.
آية (14): "اهرب يا حبيبي وكن كالظبي أو كغفر الأيائل على جبال الأطياب."
جبال الأطياب= تشير للمكان السماوي الذي المسيح فيه الآن يشفع في عروسه وينتظرها وهي مشتاقة ليوم اللقاء. إهرب= أسرع. هذه النهاية تشبه "أمين تعال أيها الرب يسوع".
منقول
اذكروني في صلواتكم