أيضاً أقوال الاباء تؤيد أهمية العيد..
فيقول ذهبي الفم
"أن عيد الظهور الالهي هو من الاعياد الاولية عندنا وقد تعين تذكاراً لظهور الاله علي الارض ومعيشته وسط البشر"..
وهذا ما أكده القديس أغريغوريوس، والقديس أبيفانيوس في حديثهما عن هذا العيد العظيم في قيمته البشرية.
+ لماذا يُحتفل به ليلاً؟
لقد كان مسيحيوا الشرق يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الاولي.. وحيث أن الرب ولد ليلاً فكان الاحتفال بالعيدين معاً ليلاً. ولكن بعد اكتشاف موعد العماد منفصلاً عن موعد الميلاد، وذلك من خلال المؤلفات اليهودية للمؤرخين، والتي جمعها تيطس الروماني، ونقلها من أورشليم إلي روما، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ليلاً كعادتهم قبل فصل العيدين. وهكذا أخذ الغرب عن الشرق هذه العادة، وذلك من خلال الانفتاح الذي حدث..
كما شهد كاتيانوس.. "وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون في هذا اليوم احتفالاً بسجود المجوس اللذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم" (راجع اتحاد الكنائس وجه 96.. عظات القديس أوغسطينوس).
ولقد كان المسيحيون القدماء يعمدون الموعوظين في هذا العيد..
ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضاً.. إنها معمودية بالتغطيس في الماء.. ولعل الربط بين الاثنين ومعمودية المؤمنين هو الماء والروح وأبن الله.. فكما حل أبن الله الكلمة في الماء والروح نازلاً.. هكذا كل من يحل في الماء والروح نازل فانه يصير ابن الله بالتبني وبذلك تظل الايقونة مستمرة.. ننزل مع المسيح في الماء لننال الولادة من الماء والروح باستحقاقات دم المسيح.. لذلك قيل "والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد".. (1 يو 5:
..
+ لماذا أعتمد الرب فى نهر الأردن بالذات؟
هناك (يش 20: 7 – 17) قصة العبور لأرض الموعد فى عبور بنى اسرائيل بقيادة يشوع فى نهر الأردن لما وضعوا تابوت العهد فى الماء انشق النهر فعبروا فيه وانتخبوا 12 رجل من أسباط اسرائيل رجل من كل سبط واخذوا حجارة ومروا عليها حتى عبروا نهر الأردن. قصة العبور كانت هذه القصة رمزا لعبورنا من خلال الرب المتجسد للسماء أرض الموعد الحقيقية لذلك انفتحت السماء حين نزل الرب فى الماء كما انفتح النهر بحلول تابوت العهد فيه توافق فى الرمز ويشوع كان رمزاً ليسوع والمعنى المباشر لكلا الأثنين هو مخلص، يشوع يعنى مخلص ويسوع يعنى مخلص.
من هنا أخذت المعمودية أهمية خاصة لأنها عبور إلى أرض الموعد.
حلول الروح القدس على السيد المسيح هو حلول لأجل عمل الخلاص، الإبن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين فى الثالوث القدوس.
أي أن نهر الاردن له ذكري حدثت تشير بوضوح الي المناسبة التي نحتفل بها.. ونذكرها كما نص عليها سفر يشوع في الاصحاح الثالث من الاية السابقة الي نهاية الاصحاح.. وهي حادثة عبور بني اسرائيل الي أرض الموعد عبر نهر الاردن.. فقال الرب ليشوع اليوم ابتدئ أعظمك في أعين جميع اسرائيل فأمر الكهنة حاملي تابوت العهد قائلاً: عندما تأتون الي ضفة مياه الاردن تقفون في الاردن هوذا تابوت عهد سيد كل الارض عابراً أمامكم في الاردن فالان انتخبوا اثني عشر رجلاً من أسباط اسرائيل رجلاً واحداً من كل سبط ويكون حينما تستقر بطون أقدام الكهنة حاملي تابوت الرب... في مياه الاردن إن مياه الاردن المياه المنحدره من فوق تنطلق وتقف نداً واحداً..… فوقف الكهنة حاملوا تابوت عهد الرب علي اليابسة في وسط الاردن راسخين وجميع اسرائيل عابرون علي اليابسة حتي انتهي جميع الشعب من عبور الاردن (يش 20: 7 – 17)..
هذه الحادثة تؤكد أهمية هذا الرمز لما حدث في عماد الرب يسوع علي يد القديس يوحنا المعمدان لأن الرب جاء لكي يوصلنا إلي أرض الموعد الحقيقية وهي السماء.. لذلك كما كان نهر الاردن الوسيلة التي من خلالها وصل بني اسرائيل الي أرض الموعد هكذا تحقق الرمز في عماد الرب في نهر الاردن ليكون الوسيلة للوصول الي السماء.. وهكذا نفس الامر إذ بمجرد نزول الرب الي نهر الاردن انفتحت السماء ونزل الروح القدس علي هيئة جسمية في شكل حمامة وأستقر علي رأس الرب يسوع كاول إنسان يستقر فيه الروح القدس منذ غادر البشر كما جاء فيه (تك 6: 3) " فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الي الابد لزيغانه هو بشر وتكون أيامة مائة وعشرين سنة".. اي لا يدوم روحي في البشر..
ولتوضيح هذا المعني أريد أن لا نخلط بين السيد المسيح والروح القدس لاهوتياً (إذ هما أقنومان في الذات الالهية الواحدة) وبين حلول القدس علي السيد المسيح ناسوتياً كطبيعة بشرية.. لذلك نطلق علي الابن الكلمة المتجسد إسمه بعد التجسد (يسوع المسيح).. فيسوع إسمه كمخلص والمسيح تعني الممسوح من الروح القدس.. ولقد سبق الوحي الالهي وتنبأ عن ذلك قائلاً: روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب" (أش 61: 1، 2).
وهذا ما حدث في نهر الاردن الذي هو طريق للوصل لأرض الموعد.. إنها المسحة التي جعلت من الرب يسوع في تجسده ممسوحاً لإتمام الخلاص.. وهذا ما جاء أيضاً في النبوة في (المزمور 45: 6، 7) "كرسيك يا الله الي دهر الدهور قضيب إستقامة قضيب ملكك، أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك".. فهو من حيث لاهوته "كرسيك يا الله إلي دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك" ومن حيث ناسوته "أحب البر وأبغض الاثم لذلك مسحه بدهن الابتهاج"..
لذلك نطق القديس بطرس الرسولي قائلاً للرب رداً علي سؤاله "ماذا يقول الناس إني أنا إبن الانسان؟" فقال "أنت هو المسيح إبن الله الحي".. فحينئذ طوبه الرب قائلاً "طوبي لك ياسمعان بن يونة إن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات".. (مت 16: 13 – 17)
من هنا كان السبب في عماد الرب في نهر الاردن الذي هو المعبر الي أرض الموعد وتحقق بحلول الروح القدس ليملك الله علي البشر مرة أخري.. وبتحقيق ملكوت الله علي الارض بداية لتحقيق ملكوت الله السماوي الذي استعلن بانفتاح السماء بمجرد نزول الرب الي نهر الاردن كما حدث في الرمز الذي ذكرناه إذاً بمجرد حلول تابوت العهد في نهر الاردن انفتح ليصل إلي أرض الموعد وعبر الشعب من خلاله ليسكنوها..
+ كيف يكون المسيح هو ابن الله بالطبيعة ويحل عليه الروح القدس؟
الإبن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين فى الثالوث ولذلك هذا هو الوضع اللاهوتى، (مز 45: 6،7) "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك". هذا الجزء الأول الخاص باللاهوت هذا عن الإبن ووضحها القديس بولس فى عبرانين عن الإبن، "أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الإبتهاج أفضل من رفقائك"هذا الجزء خاص بالوضع الناسوتى وهو نفسه كرسيه إلى دهر الدهور هو نفسه الذى مُسح بزيت الإبتهاج.
هذا هو الهدف من المعمودية أن يحل الروح القدس على السيد المسيح ناسوتياً. الملوك يمسحون بزيت قرن المسحة ولكن فى السيد المسيح حل الروح القدس عليه معطيه كمال المسحة المقدسة.
+ لماذا أرتبط استعلان الرب المخلص بمعمودية (معمودية يوحنا) التوبة؟
أرتبط الماء بتجديد العالم حين حدث فى الطوفان، الخلقة بدأت بالماء والروح وكان روح الله يرف على وجه الماء لذلك جاء التجديد بالماء والخلقة الجديدة بالماء والروح، الماء هنا داخل كعنصر أساسى لذلك أستخدم الماء لاستعلان المخلص وكان الجميع يقرون بخطاياهم وهم يعتمدون، لذلك القديس إمبروسيوس يستخدم تعبير (غسل الخطية): "أغتسل المسيح من أجلنا أو بالحرى غسلنا نحن فى جسده، لذا لاق بنا أن نسرع لغسل خطايانا، لقد طهر المياه الذى لم يعرف خطية لأن له سلطان على التطهير لذلك كل من يُدفن فى الماء يترك خطاياه، والرب بدون خطية دُفن فى الماء ليحمل خطايا كل من أعتمد فى الماء".
المعمودية ولادة من فوق من الماء والروح، نوال الخلاص من الخطية وغفرانها بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس وبها نلبس الرب يسوع (غلاطيه 3: 27) "لأن كلكم الذين أعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" وننال التطهير الكامل والبر والقداسة (أفسس 5: 25) لكى يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكى يحضرها كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن ولا شيئاً من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب "وأيضاً ندفن مع المسيح ونقوم "كل من أعتمد ليسوع المسيح قد أعتمد لموته" (رو 6: 3، 4) "لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه".
غسل خطايانا (أع 22: 16) " لماذا تتوانى أيها الأخ شاول قم أعتمد واغسل خطاياك".
المعمودية كسِرّ
ولقد عبر الاباء عن نزول الرب نفسه الي ماء نهر الاردن ودلالته غسل خطايا البشر فقالوا:
1- القديس امبروسيوس يقول
: اغتسل المسيح لاجلنا وبالحري غسلنا نحن في جسده لذلك لاق بنا أن نسرع لغسل خطايانا لقد طهر المياه الذي لم يعرف خطية لأن له سلطان علي التطهير لذلك كل من يدفن في الماء يترك خطاياه.
2- اما القديس غريغوريوس النزينزي فقال:
لقد اعتمد الرب والروح يشهد له فذهب ليجرب والروح يقوده أنه يصنع المعجزات والروح يرافقها.. ولقد صعد الي السماء وحل الروح محله كمفدي للكنيسة.. وهكذا نري أن الماء كان ضرورة لاستعلان الرب المخلص..
والآن فان الماء في المعمودية يتمم سراً هاماً كما جاء في الايات الاتية:
الولادة من فوق:
"إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت السموات" (يو 3: 15)
نوال الخلاص من الخطية وغفرانها:
"الذي بمقتضي رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" وكذلك قال الرسل "طوبي ليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا فتنالوا عطية الروح القدس" (أع 2: 37، 38)
بها نلبس الرب يسوع المسيح كما جاء في (غلا 3: 27) لأن كلكم اللذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح.
بها ننال التطهير الكامل والبر والقداسة لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولا شيئاً مثل ذلك.. (أف 5: 25)
بها ندفن مع المسيح ونموت معه ونقوم:
"أم تجهلون اننا كل من إعتمد لموتة فدفنا معه بالمعموديه للموت" (رو6: 3،4) ثم يكمل عن القيامه فيقول: "لانة إن كنا قد صرنا متحدين معة بشبة موتة نصير ايضا بقيامتة فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحياايضا معة "(رو6: 5،