الكهنوت هو قوة الله
"عندما [نعمل عملا] بإسم الرب كحملة للكهنوت فإننا نقوم بهذا العمل بإسم الآب السماوي وبالنيابة عنه؛ الكهنوت هو القوة التي يعمل بها الآب السماوي من خلال البشر." (Harold B. Lee, "Follow the Leadership of the Church," Ensign, July 1973, p. 98.)
الكهنوت هو قوة الله وهو يؤدي عمله باستخدام قوة الكهنوت التي يحملها. خلق الله جميع الأشياء مستخدما هذه القوة وهو يحكم السماء والأرض بها. بما أن الكهنوت هو قوة الله فإنها أبدية وفي الخريدة النفيسة نقرأ بأن الكهنوت "بعينه الذي كان منذ البداية سيبقى أيضا إلى نهاية العالم." (موسى 6: 7).
الله ويسوع المسيح أعطوا البشر قوة الكهنوت وذلك كي يحدثوا "خلود الإنسان وحياته الأبدية" (موسى 6: 7). لذا، فإن الكهنوت هو سلطة الله التي أعطاها للبشر كي يتصرفوا في كل الأمور بغرض جلب الخلاص للجنس البشري بأكمله.
نحن من نحمل الكهنوت نملك السلطة لنتصرف باسم الله. أحد أنبياء الرب، الرئيس يوسف فيلدنج سميث، متحدثا لكل حملة الكهنوت قال: "نحن وكلاء الرب؛ نحن نمثله وهو أعطانا السلطة التي تمكننا من فعل كل ما هو ضروري كي نحصل على الخلاص والإعلاء وكي يحصل على ذلك أيضا أبناءه الآخرين في العالم.
"نحن سفراء للرب يسوع المسيح ومهمتنا هي أن نمثله، ويجب أن نفعل ما كان هو سيفعله إن كان موجودا بنفسه." ("Our Responsibilities as Priesthood Holders," Ensign, June 1971, p. 49.)
خط السلطة الكهنوتية
يجب على كل حامل للكهنوت أن يكون قادرا على أن يعود بسلطته الكهنوتية إلى يسوع المسيح وهذا يعني بأن يجب عليه أن يعلم من عينه للكهنوت ومن عين الذي عينه ويجب عليه أن يكون قادرا على أن يتبع هذه التعيينات من شخص لآخر إلى أن يعود بها إلى يوسف سميث والذي عُيِّن للكهنوت على يدي بطرس ويعقوب ويوحنا والذين عينوا على يدي يسوع المسيح. هذا هو ما يعرف بـ "خط السلطة الكهنوتية"؛ إذا لم يكن لدى الشخص نسخة مكتوبة من "خط السلطة الكهنوتية" خاصته فإن عليه أن يحصل عليها من الشخص الذي عينه للكهنوت.
دع أحد حملة الكهنوت يري أعضاء الفصل بطاقة "خط السلطة الكهنوتية" خاصته والتي تتبع سلطته الكهنوتية وتعود بها إلى يسوع المسيح.
القوة الكهنوتية تأتي من خلال العيش الصالح
"جميع من يحمل الكهنوت يملك السلطة ليتصرف بإسم الرب، ولكن فعالية سلطتنا هذه -أو إذا شئتم مقدار القوة التي نتمتع بها من خلال هذه السلطة تعتمد على نمط حياتنا ومقدار صلاحنا وبرنا" (H. Burke Peterson, "Priesthood---Authority and Power," Ensign, May 1976, p. 33).
لقد أوضح لنا الرب من خلال كتبه المقدسة أننا يجب أن نعيش حياة صالحة حتى نمتلك ليس السلطة فحسب بل وقوة الكهنوت أيضا. "هوذا الكثيرون يدعون ولكن القليلين يُختارون، ولماذا لم يُختاروا؟
"لأن قلوبهم مركزة جدا على أمور هذا العالم وتطمح إلى أمجاد البشر، حتى أنهم لم يتعلموا هذا الدرس الواحد--
"وهي أن حقوق الكهنوت مرتبطة ارتباطا وثيقا بقوات السماء، ولايمكن فصلها، كما لايمكن التحكم فيها أو التصرف فيها إلا على أسس البر فقط.
"صحيح أنها يمكن أن تُمنح لنا ولكننا عندما نقوم بتغطية خطايانا أو إشباع غرورنا وطموحنا الفاني أو نمارس التحكم أو السيادة أو الإرغام على نفوس بني البشر بأي درجة من عدم البر فإن السماوات تنسحب وتحزن روح الرب وعندما تنسحب آمين لكهنوت أو سلطة ذلك الإنسان." (المبادئ والعهود 121: 34-37)
لماذا تمنعنا هذه الأمور من الحصول على قوة الكهنوت؟
مصدر القوة الكهنوتية هو الله والذي يعمل من خلال الروح القدس؛ وحتى يوجهنا الروح القدس أثناء استخدامنا لقوة الكهنوت فإنه يجب علينا أن نطيع الوصايا وأن نعيش حياة صالحة ومستحقة. إن "خط السلطة الكهنوتية" خاصتنا يعود إلى يسوع المسيح ونحن حصلنا على هذه السلطة على يدي أشخاص حملوها قبلنا ولكن القوة في الكهنوت تأتي إلينا عن طريق الآب السماوي من خلال الروح القدس وبقوة الكهنوت نستطيع أداء عمل الرب وبلاها لايمكننا ذلك.
"إذا عشنا حياتنا لأجل الكهنوت فإن الله سيمنحنا القوة التي ستجلب السلام إلى أهل بيتنا في أوقات الإضطراب، والتي ستبارك وتعزي الأطفال الصغار، وستمنح النوم للعيون الدامعة في ساعات الصباح الباكرة؛ ستُمنح لنا القوة التي ستجلب السعادة لأمسياتنا المنزلية وستمنح الهدوء والراحة لأعصاب زوجاتنا المتعبات؛ ستكون لنا القوة لنوجه النصح والإرشاد لمراهق مضطرب وحساس؛ ستكون لنا القوة لنبارك بناتنا قبل ذهابهن إلى أول موعد لهن مع شاب أو قبل أن يتزوجن في المعبد، أو لنبارك أحد أبنائنا قبل ذهابه إلى بعثته التبشيرية أو إلى الجامعة؛ وستكون لنا القوة يا أصدقائي الصغار لنوقف الأفكار الشريرة التي تثيرها مجموعة من الصبية ممن يتكلمون بما هو إباحي؛ ستكون لنا القوة لنشفي المرض ونعزي من هو وحيد. هذه هي بعض الأغراض المهمة التي يمكن أن يؤديها الكهنوت" H. Burke Peterson, "Priesthood---Authority and Power," Ensign, May 1976, p. 33
تطوير قوتنا الكهنوتية
هناك العديد من الأمور التي يمكن أن نقوم بها لنطور قوتنا الكهنوتية:
الرغبة
يجب علينا أولا أن نرغب في أن نطور قوتنا الكهنوتية؛ الكتب المقدسة تعلمنا أن الناس يحصلون من الرب على ما يريدون بحسب رغباتهم (أنظر ألما 29: 4؛ المبادئ والعهود 4: 3؛ المبادئ والعهود 6: 8؛ المبادئ والعهود 7: 1-3).
الحياة الصالحة
يجب علينا أن نجاهد لنحافظ على الوصايا التي أعطانا إياها الآب السماوي. إذا عشنا بصلاح فإن الروح القدس سيكون رفيقنا الدائم وسيوجهنا لعمل الأمور التي يجب علينا عملها (أنظر 2 نافي 32: 5).
كن متواضعا
"من يتضع في صدق ويتب عن خطاياه ويثبت حتى المنتهى يبارك" (ألما 32: 15). يجب علينا أن نكون مستعدين لنقبل ونتبع النصائح ونكمل المهمات التي يعينها لنا قادتنا الكهنوتيين وأن نكون مستعدين لفعل كل ما هو ضروري لأجل رفاه الآخرين وأن نستمع للتوجيهات التي يمليها علينا الروح القدس وأن نتبعها.
الدراسة
يجب علينا أن نفتش الكتب المقدسة وأن نتأمل بما فيها، ففقط من خلال دراسة الكتب المقدسة يمكننا أن نعرف بأنفسنا إرادة الله فبدون هذه المعرفة لايمكن لنا أن نعيش حسب تعاليم الإنجيل. لهذه الأسباب كلها يجب علينا أن ندرس الأدلة الدراسية الكهنوتية كي نعرف مسؤولياتنا كحملة للكهنوت.
الصلاة
يجب أن نطلب من الآب السماوي أن يرشدنا ويدلنا على ما يجب علينا فعله، ولذا لابد لنا من أن نصلي دوما طلبا للإرشاد كي نستعمل قوتنا الكهنوتية على الوجه الصحيح. يجب أن "تسهروا وتصلوا دائما لأن الشيطان طلبكم كي يغربلكم كالحنطة." (3 نافي 18: 18).
محبة الآخرين
يسوع المسيح علمنا أن القوة الكهنوتية مؤسسة على أساس المحبة وبأن علينا أن نحب كل البشر (أنظر المبادئ والعهود 121: 41-42، 45-46). المحبة تبدأ في المنزل ولذا فإن علينا أن نحب زوجاتنا وأطفالنا وأن نهتم بكل ما يتعلق برفاههم وإحدى الطرق التي يمكننا بها أن نبين محبتنا لعائلاتنا هي أن نستعمل قوتنا الكهنوتية لنرشدهم ونبارك شؤون حياتهم.
استعمال القوة الكهنوتية
عندما نستعمل قوة الكهنوت فإننا نصبح قدوة لحملة الكهنوت الآخرين، وللعالم، وعلى وجه الخصوص لعائلاتنا. عندما يرانا أعضاء عائلاتنا ونحن نستعمل الكهنوت فإنهم سيعلمون بأننا خدام للرب وسيأتون إلينا طلبا للمساعدة عندما يحتاجونها. إنه لأمر محزن جدا عندما نعلم بأن هناك بعض العائلات التي لاتستمتع ببركات الكهنوت، التي تأتي للعائلة عندما يستعمل الآباء والأبناء قوتهم الكهنوتية، وذلك لأنهم لايستعملونها.
يمكن لقوة الكهنوت أن تحدث تغييرا للأفضل في بيوتنا؛ قال الرئيس داوود و. مكاي: "يحدث تغيير جذري في المنزل عندما يحمل الرجل قوة الكهنوت ويشرفها" ("Priesthood," Instructor, Oct. 1968, p. 378).
إذا قمنا نحن كحملة للكهنوت بالعيش بصلاح فإننا سنقوم بما يلي:
. أخذ الرغبات الصالحة لأعضاء العائلة بعين الإعتبار وبأمانة على الرغم من أنها قد لا تكون تماما كرغباتنا نحن.
. الإستماع--إلى رأي حتى أصغر الأطفال سنا.
. إجعل رفاه العائلة أهم من راحتك ومصالحك الذاتية.
. تعلم السيطرة على النفس.
. تكلم دوما بصوت يبين محبتك واهتمامك بالآخرين.
الاستحقاق للحصول على الكهنوت
"يجب علينا جميعا أن ندرك بأنه لايوجد شيئ في العالم أقوى من كهنوت الله" )N. Eldon Tanner, "Are You Taking Your Priesthood for Granted?" Ensign, May 1976, p. 41)
أوضح الرئيس ن. إلدون تانر أهمية الإستحقاق عند الحصول على الكهنوت بالقصة التالية:
"عندما كنت أسقفا كان هناك ستة صبية في جناحي يؤهلهم عمرهم لأن يعينوا شيوخا ولكن كان يمكنني أن أوصي بخمسة فقط ليعينوا في هذا المنصب وذلك لأن واحدا منهم لم يكن مستحقا؛ تكلمت مع ذلك الشاب عدة مرات بخصوص ذلك وفي كل مرة كان يقول لي، 'أنا لست مستحقا' وكان يشعر بالأسى الشديد بخصوص ذلك ولكنه لم يكن يتوقع أن يحصل على توصية . . .أتى عمه إليَّ وقال، 'إنني متأكد بأنك لن تحرم هذا الصبي من أن يرتقي في الكهنوت مع رفاقه الخمسة الآخرين الذين سيرتقون.' ورجاني أن أدعه يرتقي قائلا، 'إن هذا الصبي سيترك الكنيسة إن لم تفعل ذلك.'
"أوضحت لهذا الرجل قائلا، 'إن قوة الكهنوت هي أهم ما يمكن أن نمنحه لهذا الصبي، إننا لانوزع الكهنوت على الناس. . .أنا والصبي على وفاق تام وهو ليس مستعدا ليكون شيخا بعد.' وبالفعل لم أقم بالتوصية بالصبي.
"بعد عدة سنوات وعندما كنت أحضر المؤتمر العام للكنيسة. . .أتى إلي شاب وقال، 'أيها الرئيس تانر، ربما لن تتذكرني ولكنني الصبي الذي لم تقم بالتوصية به ليعين كشيخ.' ومد يده لي ليصافحني وقال 'إنني أريد أن أشكرك على ذلك؛ أنا الآن أسقف في كاليفورنيا، لو أوصيت بي لأعين للكهنوت عندما لم أكن مستحقا فإنني ربما لم أكن لأثمن أبدا قيمة الكهنوت وما هو متوقع من حامليه ولم أكن لأصبح أسقفا كما أنا اليوم.' "