من اســـماء السيد المسيح (2)
يحتفظ لنا التاريخ بقصة رجل أمريكى سافر إلى فرنسا، ومن هناك إشترى خريطة مفككة للأمريكتين، قال له بائعهاً: إن أذكى الناس لا يستطيع تركيب هذه الخريطة فى أقل من ساعتين. وحمل الأب الخريطة لولديه، وتحداهما إن استطاعا تركيبها فى نصف ساعة فإنه يعطى لكل منهما خمسين دولاراً.. وكم كانت دهشة الرجل عظيمة حين عاد الولدان بالخريطة كاملة بعد عشر دقائق.فقال الأب لولديه
:أخبرانىعن السر!! . فقال الولدان: لقد رأينا فى ظهر الخريطة صورة لرأس الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن، فجمعنا الصورة فتكونت الخريطة فى الحال.
والكتاب المقدس يظل كتاباً مغلقاً، يصعب على قارئه فهم محتوياته، حتى نرى على صفحاته " وجه المسيح المنير" الذى رآه يوحنا وكتب عنه قائلاً: " ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله إسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى إسمه كلمة الله.. وله إسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ19: 11-16). و من بين القاب السيد المسيح له المجد
الفاحص الكلي والقلوب
اذا قرأنا (1 مل 39:
نجد سليمان يصلي إلي الله ويقول "لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر" وفي (رؤ 23:2) نسمع السيد المسيح يقول "ستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلي والقلوب وساعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" .. لقد نسب المسيح إلى نفسه العلم بالخفيات والسرائر! أليس هو القائل لنثنائيل: "هوذا إسرائيلى حقاً لا غش فيه" (يو47:1). وإذ يسأله الرجل من أين تعرفنى؟ يأتى جواب المسيح على الفور " قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك " (يو48:1). ومن ذا الذى يعرف السرائر فيحكم بالقول: " لا غش فيه" ويرى الغيب إذ يقول: وأنت تحت التينة رأيتك" إلا ذات الله الذى تخترق عينه أستار الظلام؟ .بل من ذا الذى يطوى على الحاضر والمستقبل معاً فيقول لبطرس قبل سقوطه: "حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعنى، ولكنك ستتبعنى أخيراً". قال له بطرس: "لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن إنى أضع نفسى عنك" .. أجابه يسوع: "أتضع نفسك عنى؟ الحق أقول لك لا يصيح الديك حتى تنكرنى ثلاث مرات".
بل من ذا الذى يمتد إلى جميع المعنويات الغائرة فى قلب الإنسان كما جاء فى الأأقوال المدونة فى سفر الرؤيا لملائكة الكنائس السبع ومنها: "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك، إنك لا تقدر أن تحتمل الأشرار. وقد احتملت ولك صبر وتعب من أجل إسمى ولم تكل. ولكن عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى. أنا عارف أعمالك وضيقتك وفقرك مع أنك غنى. أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسى الشيطان".
لا يوجد قانون يحاكم إنساناً فكر فى شر ، أو يكافئ آخراً فكر فى خير . القانون يبدأ عمله ، بعدما تخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ والواقع العملى . لأن الإنسان سيظل عاجزاً عن كشف مكنونات القلوب ومخزونات العقول . إنه عمل الله والله وحده ... قال إرمياء النبى بلسان الرب الإله ." القلب أخدع من كل شئ وهو نجيس من يعرفه . أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطى كل واحد حسب طرقه حسب ثمر أعماله " " فيارب الجنود القاضى العدل فاحص الكلى والقلب دعنى أرى انتقامك منهم لأنى لك كشفت دعواى " ( إر 17 : 9 ، 10 ، 11 : 20 ) .قال داود نبى النبي : " فإن فاحص القلوب والكلى الله البار " (مز 7 : 9 ) .جاء فى صلاة سليمان الحكيم يوم تدشين الهيك : " فاسمع أنت من السماء مكان سنكاك واغفر واعمل وأعط كل إنسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه.لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب بنى البشر "( 1 مل 8 : 39 ) .
جاء فى إنجيل القديس متى :" أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين . فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب . وكل مدينة أوبيت منقسم على ذاته لا يثبت " ( مت 12 : 24 ، 25 ) ( لو 11 : 17 ) .
جاء فى إنجيل القديس مرقس :" وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون فى قلوبهم لماذا يتكلم هكذا بتجاديف . من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده . فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا فى أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم " (مر 2 : 6 ـ
(مت 9 : 3 ، 4 ، لو 5 : 21 ، 22)
جاء فى إنجيل القديس لوقا هذه الأحداث الثلاثة : في حادثة شفاء صاحب اليد اليابسة :" وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفى فى السبت لكى يجدوا عليه شكاية . أما هو فعلم أفكارهم وقال للرجل الذى يده يابسه قم وقف فى الوسط ، فقام ووقف . ثم قال لهم يسوع أسألكم شيئاً . هل يحل فى السبت فعل الخير أو فعل الشر . تخليص نفس أو إهلاكها " ( لو 6 : 7 ـ 9 ) .
حادثة المرأة الخاطئة :" فلما رأى الفريسى الذى دعاه ذلك تكلم فى نفسه قائلاً لو كان هذا نبياً لعلم من هذه المرأة التى تلمسه وما هى . إنها خاطئة . فأجاب يسوع وقال له يا سمعان عندى شئ أقوله لك فقال قل يا معلم " (لو7 : 39 ، 40 )
حادثة تلاميذه إبان آلامه :" وداخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم . فعلم يسوع فكر قلبه