قصة سوسنة العفيفة:
سوسنة العفيفة الجميلة بنت حلقيا هي زوجة يواقيم أحد أغنياء اليهود الذي سبي مع زوجته سوسنة في بابل ولما كان بيتهم محل التقاء كل من له دعوة من بني إسرائيل، فقد كان يتردد على البيت من وقت إلى آخر شيخان قاضيان للحكم في هذه القضايا ولعب الشيطان بعقلي الشيخين متفكرين كل في نفسه- بالشر في سوسنة العفيفة.
و بعد أن انقض جميع المتقاضين وظنت سوسنة أن حديقة الدار خلت تماماً من الناس وقامت تغتسل، باغتها الشيخان المختبآن في الحديقة بينما كان جارياتها قد دخلتا الدار لإحضار بعض الأطياب فلما طلب القاضيان أن ترتكب معهما الخطيئة أو يشهدان عليها زوراً، تنهدت، ورفضت فعل الشر وصرخت فأسرع أحدهما وفتح أبواب الحديقة،
وفي الغد اجتمع الناس واستدعيت سوسنة (فرفعت طرفها إلى السماء وهي باكية لأن قلبها كان متوكلاً على الرب). وادعى الشيخان أنهما بالأمس بينما كانا يتمشيان في الحديقة دخلت سوسنة ومعها جاريتان وأغلقت أبواب الحديقة ثم صرفت الجاريتين (فأتاها شاب كان مختبأ ووقع عليها. وكنا نحن في زاوية من الحديقة فلما رأينا الإثم أسرعنا إليها ورأيناهما متعانقين. أما ذاك فلم نستطع أن نمسكه لأنه كان أقوى منا ففتح الأبواب وفر).
فصدقهما الشعب وحكموا عليها بالموت فصرخت سوسنة إلى الله البصير بالخفايا فنبه الرب روح دانيال وكان وقتذاك حدثاً صغير السن فصرخ بصوت عظيم أنا برئ من دم هذه) ووبخ الناس على غباوتهم لأنهم لم يتحققوا الأمر فأسرع الشعب كله ورجع وأمر دانيال بتفريق الشيخين عن بعضهما. ثم سأل كل شيخ على إنفراد ( تحت أي شجرة رأيتهما يتحدثان؟) فقال أحد الشيخين: تحت الضروة. وقال الشيخ الثاني: تحت السنديانة. وعندئذ ظهر كذب الشيخان وتبرأت سوسنة (فقتلوهما وخلص الدم الذكي في ذاك اليوم
منقوله