أخذت الرهبنة المسيحية مبادءها من حياة السيد المسيح، ومن بولس رسول المسيحية. ومن الآيات التي وردت على لسانهما في الكتاب المقدس.
ولمبادىء الرهبنة ثلاثة أركان :
(1) البتولية.
(2) الفقر الاختياري.
(3) الطاعة.
1- في البَتولية:
عاش السيد المسيح بتولاً على الأرض. ولما تحدّث مع الرسل عن جواز الطلاق، في شريعة موسى، وعدم جوازه في المسيحية، إلاّ لعلة الزنى. قال الرسل "إن كان هذا أمر الرجل مع المرأة، فلا يوافق أن يتزوج" فقال لهم "ليس الجميع يقبلون هذا الكلام، بل الّذين أُعطى لهم، لأنه يوجد خصيان وُلدوا هكذا من بطون أمهاتهم، ويوجد خصيان خصاهم الناس. ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات. من استطاع أن يقبل فليقبل".
وفي هذا إشارة السيد المسيح، عن أُناسٍ استطاعوا أن يخصوا أنفسهم (أي لا يتزوجوا). لأجل ملكوت الله، مستعينين بنعمته، على احتمال مشاق البتولية.
وقد عاش بولس الرسول بتولاً، كما أعلن في قوله: "أقول لغير المتزوجين أنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا".
وأيّد البتولية في قوله "أريد أن تكونوا بلا هم. غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يُرضي الرب. وأما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يُرضي إمرأته. إذن من زوَّج فحسناً يفعل. ومن لا يُزَّوج يفعل أحسن".
2- وفي الفقر الاختياري:
عاش السيد المسيح فقيراً (ليس له أين يسند رأسه) (ودعا الفقراء إخوته). وقال في موضع آخر أن "من ترك بيوتاً.. أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية". كما قال للغني الذي أراد أن يكون كاملاً (اذهب بِع كل مالك واعطه للفقراء). وامتدح الفقير "لعازر"، ورفعه إلى حضن إبراهيم، وأنزل الغني غير الرحيم إلى الهاوية.
وعاش بولس الرسول فقيراً وأعلن ذلك في قوله "كفقراء ونحن نُغني كثيرين.. ولا شيء لنا ونحن نملك كل شيء".
3- وفي الطاعة:
أظهر السيد المسيح مثالاً للجميع في الطاعة، كما ورد في الآية التي نصها: "مع كونه ابناً تعلم الطاعة" و"وضع نفسه وأطاع حتى الموت".
وقد حضّ القديس بولس الرسول على الطاعة في قوله: "مُستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح". وقال لتلميذه تيطس "ذكّرهم أن يخضعوا للرئاسات والسلاطين" ويطيعوا، ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح" وقال أيضاً "أطيعوا مرشديكم