. فاعلية الصلاه :
بالصلاه تستعلن طبيعة المسيح فينا ونحصل على مواهب الحياه المسيحيه عامة وخاصه : عامه مثل الفداء , والخلاص ......, وخاصه مثل موهبة المحبه ....... . انها تغير حياتنا وتجفف ينابيع نزف الخطيه وتخمد حركات الشر. وكلما تقدمنا في حياة الصلاه نذوق معنى الاتحاد بالله وكل ما يكون قد تعلق بالقلب والفكر والجسد من شهوات وامجاد العالم تسقط قيمته فى عين الانسان . وسر فاعلية الصلاه تنكشف فى الحاح الرب يسوع علينا ان نصلى. وذلك لان فى الصلاه فقط تتقابل مشيئتنا مع مشيئته الخاصه. نحن لا نجذب المسيح الينا من السماء بالصلاه بل نكتشفه فى داخلنا لان المسيح سر ان يحل فى انساننا الجديد بالمعموديه. والمسيح هو الحياه الابديه نفسها التى تصير ملكوتا حقيقيا داخل الانسان. والمسيح هو قاهر للشيطان – الحيه القديمه- فهو قادر ان يسحق راسه ويبطل مشورته .
اذن فبدون حياة الصلاه مع المسيح لا يكون للانسان حياة ولا ملكوت. الصلاه هى قوه فعاله توصلنا الى المسيح الموجود داخلنا مصدر كل بركه وقوه وحياه.
+ اقوال الاباء فى فاعلية الصلاه :
يقول القديس ابا مكاريوس الكبير : " الذى ياتى الى الرب عليه فى البدايه ان يغصب نفسه الى كل عمل صالح حتى لو كان قلبه مخالفا لذلك منتظرا رحمة الرب بايمان لا يتزعزع..... يغصب نفسه الى الصلاه اذا لم يكن له صلاه روحانيه , فاذا راه الله فى هذا الجهاد معذبا نفسه فى هذا الاغتصاب فانه يهب له روح الصلاه الحقيقيه وينعم عليه بالمحبه والوداعه والرحمه والحلم الحقيقى ويملأه من كل ثمارالروح .
2. انواع الصلاه :
1. الصلاه الصوتيه
2. الهذيذ
3. التأمل
1. الهذيذ :
الهذيذ اصطلاح تقليدى قديم متصل اتصالا وثيقا بقراءة الكتاب المقدس قراءه قلبيه عميقه تترك طابعا لا يمحى من الذاكره والعاطفه واللسان . وهو مفتاح كل النعم لانه يجعل الانسان الذى يمارسه بشغف انجيلى الفكر والنطق والاحساس. ومن هنا ارتبطت كلمة الهذيذ بقراءة الكتاب المقدس ارتباطا خاصا. واول درجه من درجات الهذيذ حسب التقليد الابائى هى القراءه التى تكون بمنتهى الهدوء وعلى مهل وبصوت مسموع مع تذوق للكلمات ثم ترديد القراءه عدة مرات. والحاصل ان الهذيذ بترديد اقوال الله وبصوت مسموع وبتذوق ووعى قلبى كفيل ان يجعل الكلمات تستقرفى الاعماق حيث يرددها الانسان بعد ذلك الى ان تصير كلماته هو . ومن هنا ارتبط الهذيذ بالصلاه ارتباطا وثيقا كأول درجه من درجات الصلاه الرسميه التى يستطيع الانسان ان يعيش بها وينمو امام الله بمنتهى الثقه والامان وهى قادره بهذه الكيفيه ان تغير كثيرا فى وجدان الانسان وتفكيره وتعبيره.
والهذيذ لا يعنى مجرد القراءه المسموعه بعمق ولكن يمتد ليشمل معنى ترديد القراءه فى الصمت بعمق اكثر كل مره حتى يشتعل القلب بالنار الالهيه.
ان مجرد الهذيذ بكلمة الله فى منتهى الهدوء وعلى مهل مرات متعدده ينتهى حسب رحمت الله ونعمته باشتعال القلب. لذلك اعتبر الهذيذ اول واهم درجات الصلاه القلبيه التى يستطيع ان يرتقى بها الانسان الى حاله حاره بالروح. لكن ليس معنى هذا ان الهذيذ كان عند الاباء مجرد الحفظ عن ظهر قلب وانما كان نتيجه حتميه له لان التلذذ المستمر بالاسفار المقدسه مع ترديدها اليومى لابد ان يتطبع على الذاكره فيجرى على اللسان بمنتهى السهوله .
ونجد ان الهذيذ فى درجاته المتقدمه ينسلخ قليلا قليلا عن القراءه ليدخل فى تصور الحقائق الالهيه ومداخل ومخارج الوصايا وتدبير الله. وهنا يبدا الهذيذ ينفتح على اولى درجات التأمل . وحينما يكون الانسان حارا بالروح يكون الهذيذ عنده بسيط جدا ثم ينمو. اما اذا اراد الانسان الدخول فى الهذيذ دون ان يكون لديه حراره سابقه فالامر هنا يحتاج الى شئ من الجهد النفسى والتركيز العقلى والجهاد بطول اناه الى ان ينعم عليه الله بنعمة الهذيذ. والهذيذ يأخذ زمن لاتقانه ولكن التقدم فيه هين وسريع.
+ اقوال الاباء فى الهذيذ :
يقول مار اسحق السريانى : " اثبت فى الصلاه اكثر من المزامير. ولكن لا تبطل المزامير بحجة الهذيذ. فقط اعط فسحه للصلاه اكثر من التلاوه.........وفى اثناء قيامك بخدمة سواعى النهار والليل اعط فسحه للصلاه فتجد نفسك بعد قليل من الوقت قد صرت شيئا اخر . "
" انا انصحك ان تجلس فى هدوء, وابدا برفع قلبك فى صلاه صامته , بدون تلاوه محفوظاتك من مزامير اوغيرها بدون سجود –هذا للمتقدمين روحيا- "
ويقول الاسقف ايلارى : " لهذا نرى الهذيذ فى الشريعه لا يعنى قراءة كلماتها او تلاوتها, ولكن يتسع معنى الهذيذ فيشمل تتميم احكام الناموس بالتقوى. "
ويقول الشيخ الروحانى : " ان كان لسانك يشتغل بكثرة الحركه فقلبك منطفئ من الحركه الطاهره , اما اذا كان فمك ساكتا بهدوء فقلبك حينئذ يغلى بحركات الروح. "